2011/05/04

الاعلام الاجتماعي : أداة، وليس حلا





الاعلام الاجتماعي : أداة، وليس حلا

دايفيد كوبيا
دايفيد كوبيا. (الصورة من "أشاهدي").
في هايتي، جمعت منصة الكترونية لتسجيل اراء الحشود، 45 ألف رسالة نصية كردود فعل على الهزة الأرضية في هايتي. على يوتيوب، حاز شريط فيديو ينقل انتهاكات لحقوق الإنسان في الشيشان على 500 ألف مشاهد. من خلال فيسبوك، نظم آلاف من التونسيين ثورة.
بحسب المحاضرين في احدى الجلسات العامة في مؤتمر يوم العالمي لحرية الصحافة التي ضمت مستثمرين لوسائل إعلامية، وناشطين من مختلف أنحاء العالم، قامت وسائل الاعلام الاجتماعي بتمكين المواطنين العاديين، من سرد قصصهم من وجهة نظرهم الخاصة، وانجزت أنسنة الأحداث التي بإمكان الصحف التقليدية أن تنشرها. لكن الجميع لا يزالون أمام تحدّيان، الاول هو التحقق من المعلومات، والثاني هو عرض الكمّ الهائل من المواد باسلوب فعال.
وقال ديفيد كوبيا، المؤسس المشارك لمنصة الخرائط التفاعلية على موقع "اشاهدي"، إن "الناس قادرون على انتاج رواياتهم الخاصة لحدث معين". وأضاف "بات الناس يميّزون بأن هذه القصة التي يتابعونها قد كتبت من وجهة نظر صاحبها المحددة. هذه نقطة حمراء خاصة، يمكن أن يراها احدهم، وهذا حدث حقيقي يحدث لشخص ما في مكان ما".
وقد لجأ متصفحو الانترنت ومؤسسات إعلامية، الى استخدام "آشاهدي" Ushahidi لمراقبة الانتخابات في الهند، ولنشر العنف الجنسي في مصر، ولتنسيق الاستجابات بعد كارثة الهزة الأرضية في هايتي، واليابان، والفيضانات في ولاية كوينزلاند، أستراليا، والعواصف الثلجية في واشنطن، وتسرب النفط في خليج والمكسيك، وغيرها من المواضيع.
وأكد كوبيا أن وسائل الاعلام الاجتماعي تقدم أدوات، وليس حلولاً. المنصة نفسها لا تتحقق من الأصوات خلال الانتخابات، على سبيل المثال. واردف : ان حالات مختلفة تستدعي تقنيات مختلفة.
وقال الناشط التونسي سامي بن غربية، ان المواطنين التونسيين يستخدمون فيسبوك بشكل اساسي لمشاركة المحتوى وتنظيم الاحتجاجات. ولكن قيود الخصوصية ومحدودية سمة البحث، وآليات الأرشيف، حالت دون تمكن وسائل الإعلام التقليدية من الوصول بسهولة إلى هذه المعلومات.
وقد تشكلت علاقة خاصة بين الاعلام الاجتماعي والتقليدي، حيث كان يرسل متصفحو الانترنت المواد، وتقوم مواقع تجمع عددا من التدوينات كـغلوبل فويسز و موقع "نواة"، بترجمة المعلومات وتجميعها، ومن ثم نقلها إلى وسائل الإعلام التقليدية مثل قناة الجزيرة، التي تبث الأخبار في جميع أنحاء العالم.
وأضاف بن غريبة، أن ذلك "اوجد شلالا من المعلومات، اقنع مزيدا من الناس بالانضمام الى الاحتجاجات والى الثورة". واضاف "من دون هذه معلومات، ومن دون اطلاع الناس على ما يجري في مدينتهم وأحيائهم، ما كانوا ليتمكنوا من الانضمام الى الاحتجاجات".
وقال غريغوري شديفوف، رئيس تحرير Caucasian Knot، أن المحتوى المقدم من قبل المستخدمين، بإمكانه أن يكون أكثر فعالية من التغطيات التقليدية في نشر الوعي عن قضية معينة. إن القارئ الذي لا يعرف شيئا عن الصراع في منطقة القوقاز، قد يشاهد شريط فيديو مدته دقيقة واحدة، ويترك تعليقاً. هذا يبني حوارا، ومزيداً من الحوار، وهذا يزيد من انتاج حالة تحثّ وسائل الإعلام التقليدية على تغطيتها.
وأضاف شيدوف :"هناك الكثير من الأصوات، التي تستحق الاهتمام". وأشار الى انه ليس على التغطية أن تصل الى المستوى الدولي لإحداث تغيير. وأردف، ان الناس في المناطق النائية، الذين يقرأون رسالة نصية، أو فيديو من خلال هاتفهم المحمول ولو كانت نوعية الاتصال سيئة، يتذكرون القصص التي وصلتهم لسنوات.
وقالت كاترين فيركلاس، المؤسسة المشاركة لموقع MobileActive.org، وهو شبكة تربط الناشطين من أجل قضية ما بتكنولوجيا الهاتف المحمول، بأن : 6 مليار هاتف محمول تتجول في العالم. وأضافت : هذا التغيّر ساهم في جعل نشر المعرفة أكثر ديمقراطية، لكن الهواتف الذكية لا تزال باهظة الثمن إلى حد ما، وهناك شبكات غير آمنة.
وشرحت فيركلاس الحاجة إلى محادثات آمنة، ورسائل نصية مفهومة، وامكانية نقل الملفات. وذكرت على سبيل المثال، تكنولوجيا الهاتف المحمول الذي لا يساعد الصحفيين أو المواطنين الذين يعملون في الدول حيث الرقابة مشددة، مثل ميانمار (بورما) وكوريا الشمالية.
ومع ذلك ، ختم كوبيا، لا تزال تقنية جمع المواد في موقع واحد، أي ما يعرف اليوم بالـcrowdsourcing، أداة فعالة وهي "من فرد الى العديد [من متصفحي الانترنت] ليعود بذلك بالفائدة على كثيرين".

التسميات: ,

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية